مشاهدة رقم 1

مشاهدة رقم 1

بينما كنت أجلس على المقعد بجانب بركة السباحة آخذ قسطاً من الراحة بعد أن أنهيت الآلف مترٍ الأولى من تمارين السباحة الأسبوعية التي أوظب عليها، دخل شاب في مقتل الثلاثين من عمره، ممشوق القامة، منفوخ الصدر، عريض المنكبين، يمشي مزهواً بعضلاته التي يحاول أن يظهرها للموجودين وهو يقترب من بركة السباحة

نزل الشاب إلى بركة السباحة فدفعني الفضول إلى متابعة سباحته لأحصي عدد الضربات التي سيقوم بها لعبور البركة طولاً، ومن عظيم الصدفة أن رجلاً عجوزاً جاوز السبيعين من عمره، متوسط القامة، كان يهم بالانطلاق من ذات مسرب السباحة الذي يقف فيه الشاب. بدأا السباحة معاً، الافتراض يقتضي أن يستفيد الشاب من طول قامته في اختصار عدد الضربات المطلوبة لعبور بركة السباحة، ولكن ماحدث أن العجوز عبر المسافة بعدد ضربات أقل من الشاب، وما أن وصل إلى الضفة المقابلة للبركة حتى عاد سابحاً إلى نقطة الاطلاق دون توقف، أما الشاب المفتول العضلات فقد وقف للحظات ليلفظ أنفاسه على الطرف المقابل لنقطة الانطلاق ثم ليعود في المسرب المجاور إلى نقطة الانطلاق، مجتازاً بذلك خمسين متراً، ليخرج من بركة السباحة كالصوص المبلل بالماء وأنا أحاول أن أخفي ابتسامتي العريضة

الحكمة: لا تزهو بعضلاتك كطاووس فقد تنقلب عليك وتجعل منك صوص